معسكر أدري دولة تشاد الأحد الموافق ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤م
تقرير مفصل حول جلسة الحوار و النقاش حول حقوق اللاجئين وواجباتهم التي قامت بها منظمة الجذور لحقوق الإنسان في مخيم أدري
هدفت هذه الجلسة إلى تثقيف وتعريف اللاجئين بحقوقهم وواجباتهم القانونية في دولة اللجوء ولسماع آراء اللاجئين من أرض الواقع حول اللجوء معاناتهم وهمومهم وحقوقهم لأجل ربطها بالجهات ذات الصلة وكذلك تسليط الضوء علي علي المعاناة التي يواجهونها اللاجئين في مخيمات اللجوء في ظل غياب الوعي القانوني عن حقوقهم كلاجئين والمشكلات الكثيرة التي يواجهونها خاصة بعد الحرب الاخيرة في السودان والتي أدت إلى فرار الكثير من السودانيين الذين يواجهون صعوبات ومشاكل كثيرة في الدولة المستضيفة وغياب الموجهات من الجهات المسؤولة
استضافت الجلسة عدد ٤٣ من قيادات المخيمات وهم يمثلون أربعة قطاعات: الشمالي والأوسط والغربي والجنوبي من مخيم أدري وهم من فئات ( الشيوخ ،المرأة، الشباب، مكب الحماية)
أقامت منظمة الجذور لحقوق الإنسان ورصد الانتهاكات في اليوم الأحد الموافق ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤م جلسة حوار حول حقوق اللاجئين وواجباتهم في ظل معاناة الآلاف اللاجئين من نقص الحاد في الحصص الغذائية والعلاجية وغياب الحماية النفسية و الحماية الفعالة في المعسكرات. علما بان مئات الآلاف فروا من ولاية غرب دارفور وجنوب ووسط وشمال دارفور إلى دولة تشاد يواجهون ظروف إنسانية صعبة في سبيل الوصول إلى حقوقهم. تنتشر العشرات من مخيمات اللجوء في دولة تشاد وتواجه تشاد أزمة لجوء كبيرة يفوق إمكانياتها. وتشرف المفوضية السامية لحقوق اللاجئين (UNHCR) علي هذه المعسكرات. الإ أن هناك بوادر مشكلات بدأت تظهر بين الفينة والأخرى خاصة الازمة المرتبطة بالحماية. حيث تحدث العديد من القيادات ان اللاجئين يواجهون تهديدات أمنية جمة بالاضافة للنقص الحاد في المواد الغذائية والدوائية وغياب فرص العمل ومراكز المأوى.
قدم الأستاذ /محمد قمر يحيي- عضو منظمة الجذور لحقوق الإنسان مادة عن حقوق اللاجئين وواجباتهم في القانون الدولي لحقوق الإنسان متناولا إتفاقية ١٩٥١ المتعلقة بحقوق اللاجئين والبروتوكولات اللاحقة.
إبتدر الاستاذ قمر حديثة عن تنظيم القانون الدولي لحقوق الإنسان واتفاقية حقوق اللاجئين للعام ١٩٥١ معرفا بالاتفاقية والبنود الواردة فيها مفندا الحقوق والواجبات كما جاءت في القانون الدولي لحقوق الإنسان مشيرا إلى ضرورة إلمام اللاجئ بهذه الحقوق والواجبات خاصة جوانب الحماية والمساعدات الإنسانية والمشكلات التي تواجه اللاجئين وكيفية مواجهتها والتي تتحمل الدول المستضيفة مسؤولية ضمانها فهذه الحقوق منصوصة في اتفاقية اللاجئين ومعاهدات حقوق الانسان وتشمل ايضا عدم الإعادة القسرية أو الرد الي الوطن او اي مكان آخر تنتهك فيه حقوق اللاجئ والتعليم والرعاية الصحية والسكن والعمل والأسرة متناولا حقوق الملكية الفكرية قانون الأحوال الشخصية. فالقانون الدولي الإنساني هو الذي يحدد المعايير للأزمة لحماية اللاجئين وفقا لاتفاقية ١٩٥١م وبروتوكولاتها اللاحقة لعام ١٩٦٧م. ويكمل القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني بعضهم البعض في هذا المجال خاصة مبدأ عدم الرد انه حق من حقوق اللاجئين لمن يخشون على حياتهم وحرياتهم ولهم الحق في عدم إبعادهم الى بلدهم الاصلي او الى اي بلد يتعرض فيه للخطر.
كما تناول الاستاذ قمر مفهوم الحماية وتشمل جميع الأنشطة التي تهدف إلى تحقيق الاحترام الكامل لحقوق اللاجئين مثل توفير بيئة المواتية التي تحترم البشرية ومنع أو التخفيف الآثار المباشرة لنمط معين من الاساءة واستعادة ظروف الحياة الكريمة.
وكذلك تحدث عن الحماية الدولية للاجئين والتي تقع على عاتق جميع الدول الموقعة على اتفاقية ١٩٥١ وبروتوكولاتها اللاحقة والدول المستضيفة بصفة خاصة والمنظمات الإقليمية والدولية والاممية مثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR).
ايضا من ضمن الحقوق التي يتمتع بها اللاجئين هي حق المساعدات الإنسانية مثل الصحة التعليم السكن وأخرى. وأخيرا تحدث عن واجبات اللاجئ وهي احترام قانون الدولة المضيفة والنظم الاجتماعية والثقافية وله المساواة في حق التقاضي.
و تحدث عدد من الذي حضروا جلسة النقاش عن الأسباب الرئيسة التي جعلتهم لم يذهبوا للمعسكرات الجديدة المخصصة لهم حتى الان و خاصة الى مخيم دقو الأسباب والحلول والبدائل.
والجدير بالذكر أن معسكر دقو هو احد المعسكرات الجديدة والتي يقع في شرق تشاد. لقد رفض عدد كبير من اللاجئين في معسكر أدري الذهاب إليه معللين بعدد من الأسباب سنتناولها لاحقا. علما أن معسكر ادري هو معسكر للطوارئ فقط هو لاستضافة اللاجئين الجدد ومن ترحيلهم لمعسكرات الدائمة المخصصة لهم. الا ان هناك سوء تفاهم حدث ما بين المفوضية السامية لشؤون اللاجئين واللاجئين بقية ترحيلهم من معسكر أدري إلى المخيم الجديد خاصة أن الحكومة التشادية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين يقولون ان هناك مخاطر أمنية جراء وجود اللاجئين في الحدود بالضرورة أن يذهب اللاجئين إلى المعسكرات المخصصة لهم. لذا فقد أدلى عدد من الذين حضروا جلسة النقاش سبب رفضهم الذهاب إلى معسكر دقو الجديد والأسباب التي جعلتهم يتخذون مثل هذا الموقف.
فتحدث لنا الشيخ/ خميس حامد علي وقال: “انهم يريدون الذهاب للمخيم الا ان المفوضية السامية لم توفر لهم الخدمات الاساسية وهي توفير خدمات الحماية والغذاء وظلت تماطل. ولا توجد اي فرص عمل في المقيم وخاصة المعسكرات الجديدة والظروف السيئة التي تحيط بهم وأن الدعم الغذائي الذي تقدمه المفوضية قليل جدا لا يكفي هو عبارة عن كورة ونصف من عيش الذرة وقارورة صغيرة من الزيت والعدس للفرد الواحد لفترة شهر واحيانا لشهرين، ايضا تحدث على أنهم من فترة لجوئهم إلى تشاد وحتى الآن لم يقدم لهم خدمات انسانية تليق بإنسانية اللاجئ وأشار انهم سيذهبون الى معسكر دقو متى ما توفرت لهم الخدمات الاساسية.
كما تحدث أحد الحضور وقال: “ان ضعف تقديم الحماية والمساعدات الإنسانية وبعد مسافة المعسكر من ادري والمخيمات الأخرى جعل الكثير من اللاجئين يعودون إلى السودان نسبة لقلة الأمن الغذائي والهشاشة الامنية في بعض المخيمات.
ووفقا للسيد عبدالرحمن وهو أحد شيوخ معسكر أدري أن مسافة المعسكر الجديد بعيدة جدا وتتطلب تكلفة مالية عالية للحركة من وإلى المعسكر وأنهم مرتبطون لأقاربهم وذويهم في المقيمات الاخرى وان الذين ذهبوا إلى المقيم عادوا مرة اخرى لا ادري وان حالتهم النفسية سيئة وهم ليسوا مستعدين للذهاب إلى معسكر دقو في ظل انعدام الخدمات والحماية اللازمة وأنهم يفضلون العودة الي السودان بدل الذهاب الى معسكر دقو.
كما تحدثت الشيخة /سعاد وهي أيضا ضمن اللجنة التي كونت في الماضي من معسكر ادري لزيارة مخيم دقو للوقوف إليه من حيث ملائمته لاحتضان اللاجئين من حيث السكن والأمن والخدمات الأساسية فقالت: “حتي الان ان بيئته غير مواتية للسكن وخاصة أن اللاجئين يجابهون ظروف إنسانية و اقتصادية وصدمات نفسية ونقص غذائي حاد في المعسكر. ايضا تطرق أحد ناشطي الحماية بمعسكر ادري تحدث عن غياب الأمن في جميع المعسكرات وان منازل السكن ليست زي جودة في معظم المقيمات وانعدام العلاج خاصة علاج الأمراض المزمنة والتي لا تتواجد في المقيمات بالإضافة للمشكلات التي تقع ما بين اللاجئين والمجتمع المضيف.
خلال حوارنا اتضح ان اللاجئين يريدون الذهاب الى المخيم الجديد إذا توفرت لهم بعض الخدمات الأساسية..في طرحنا لهم سؤالا عن الحلول التي يرونها اذا نفذت لهم سيذهبون للمخيم الجديد فكانت الردود كالاتي:
- الحماية: فهم متخوفون من المخيم لبعده والاحداث التي وقعت المعسكرات الأخرى سابقا.
- توفير الخدمات الغذائية والعلاجية والتعليمية لان معسكر دقو معسكر نهائي ولا يوجد فيه اي مصدر دخل في ظل قلة من المواد الذي تقدمه المنظمات العاملة في الحقل الإنساني.
ايضا تحدثت اللاجئة دارالسلام ممثلة المرأة /عن جملة من الحلول وقالت: ” يجب أن توفر لنا المفوضية السامية لشؤون اللاجئين حقوق للذهاب إلى المعسكر الجديد ومنها بناء إنشاء معسكر جديد قريب من المعسكرات الجديدة او في المعسكرات المنشأة سابقا مع مراعاة الجوانب الصحية العلاجية وخاصة الصدمات النفسية ومراعاة التباين بين اللاجئين ومشاركة اللاجئين في حالة إختيار اي معسكر اخر ومشاورتهم فيه فكل.
ان المداخلات التي كانت في الورشة اتفقوا على أنهم لا يرفضون الذهاب الي المعسكر حال تفيذ تلك المطالبات انفة الذكر كما دعوا المنظمات الانسانية ضرورة التحرك وتقديم العون والمساعدات الانسانية وان يقدم لهم فترة شهر لا يكفي حتى لفترة ثلاث ايام وانهم يعانون جراء ذلك وتتم مساواتهم مع اللاجئين اسوة بالدول الاخرى وانهم فقط يطالبون بحقوقهم القانونية التي كفلها لهم القانون الدولي الإنساني والقانون و الدولي لحقوق الإنسان. علمآ ان مئات الآلاف من اللاجئين السودانيين ينتشرون في معسكرات شرق تشاد في ظل ظروف انسانية سيئة وانعدام مصادر الدخل وقلة تقديم المساعدات الانسانية وكان من المفترض أن تكون المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ( UNHCR ) حاضرة في الجلسة النقاشية للإجابة على بعض الاسئلة الا انهم لم يتمكنوا من الحضور.